Rainbow Text - http://www.myrainbowtext.com


ثانياً : الرؤى


ثانياً : الرؤى
تحكم إبداع الشاعرة مجموعة من الرؤى التى تشكل مسارات رصدها لما يدور حولها ، وتشكل هذه الرؤى نظرة متكاملة تتبدى لنا من خلال شعرها فتتوغل فى مناح متعددة لتشمل الحياة والبشر والوطن والخير والطبيعة والواقع والحرية والإيمان والرحم والصدافة والحب والذبول والوفاء والبحر والحسد والفن والألم ...
وتلك ست عشرة رؤية تبدو واضحة ضمن اهتمامات الشاعرة فيما تود أن تسجله فى شعرها نتوقف عندها واحدة تلو الأخرى لتقف على طبيعة رصدها لتلك الرؤى من خلال النص .
أ ـ رؤية الحياة :
تلتحم رؤية الشاعرة للحياة التحاماً وثيقاً مع الذكرى والواقع فهى دائماً فى رؤيتها للحياة تمزج بين ما كان وما هو كائن ... تقول (ديوان تنهيدة صبية ص 28) :
وبتغرقنا مركبنا
فى دنيا شراعها مش باقى
ونساية وقلابة
ساعات بتكون لنا صافية
وياما بتبقى كدابة
وتقول فى قصيدتها "سيناريو الحياة" (ديوان تنهيدة صبية) :
سيناريو حياتك
حايبقى معلق فى خيط عنكبوت
وتكسب ده جايز
وتخسر ده جايز
وكاميرا تدور ... فى واقع غريب
وهى عاتبة على الحياة عتاباً تحمله كاميرا فاضحة لما تضمه تلك الحياة من مآس ، فتقول (ديوان وشوشة البحر ص 19) :
زماننا ليه مابيجمعش أحبابه
وفارش دنيا م الصبار على بابه
بيخطفنا ساعات منا
زمن تماثيل وماله مثيل
ثم ترصد لنا فلسفة هذه الحياة التى تعد متروكة برمتها فى ركام القدر ... فتقول (ديوان مصر جنة بتبتسم ص 46) :
إملا استمارة سفر
الإسم والعنوان
رقم البطاقة كمان
ومعاد ذهاب السفر
أما سطر الرجوع
سيبه فى حكم القدر
ثم إن رؤيتها للحياة لا تتوقف عند كونها مسلمات أو سطوراً من سيناريو طويل ممل أو محلاً للعتاب أو لعبة فى يد القدر فحسب ، بل هى ساقية تدور برحى الأيام ، لا تنتظر أحداً ولا تبقى على خاطر (ديوان أنيس قلبى 112) وهى أيضاً دوارة تدير ظهرها لمن يخلص لها وجهه (ديوان مصر جنة ص 78) :
آه يازمن دوار
دورت لى ظهرك
دفعت لك عمرى
وشبابى كان مهرك
فرشت لك صبرى
فوضت فيك أمرى
آه يازمن دوار
وهى الشاعرة ـ مع ذلك كله ترضخ لتلك التقلبات المحتملة وغير المحتملة من الحياة والكون ، لتسجل فى النهاية موقفها الحتمى القهرى ... قائلة (ديوان لحن الحنين 89) :
الحلو بيعدى
والمر بيعدى
والدنيا دى دايره
ده اليوم يفوت ورا يوم
بيجيب وبيودى
زوار هنا بنحتار
ساعة نجرى ... ونهدى
ب ـ رؤية الهم البشرى :
لا تلتفت الشاعرة عن هموم بنى البشر من حولها ، فهم تلك الأجساد الذين تقابلهم وتتعامل معهم وتلتقى بهم فيسعدها ما يسعدون به ويؤثر فيها مايهتمون به وله ، فتقف لتصور ذلك بريشة راصدة مزاجها الألم والشكوى والتضرع وقوامها الحث واستثارة الهمم لمجابهة الملمات التى قد تعبث بجهود البشر وتحطم آمالهم ...
فهى ترصد ما يحمل الناس من هموم فى قصيدتها "ضمة حضن" قائلة (ديوان مشاعر ص 49 )
شنط الأحداث
ملياها الناس
حكايات صراعات
ووجوه فى زحام
إشارات أوهام
خالية من الود وم الأحلام
ثم تنبه أن بعضاً من الهم البشرى ناتج عن تقصير الخلق فى حقوق أنفسهم ... تقول (ديوان أنيس قلبى ص 61) :
كل الخلايق بتكدب
والحق عمره ما يهاب ألاعيب
ياشمس تشق سواد النية
كونى فى حق المؤمن حرية
كونى عيون الزمن الثاير
على زيف البشرية
وترصد ـ عامدة ـ أدواء البشر وتصف شتى ألوان العلاج فى قصائدها "الصومال" (ديوان تنهيدة صبية ص 41) ، "نداهة" (ديوان تنهيدة صبية ص 46) ، "فضول" (ديوان أحضان السنين ص 74) ، "يا شمس طالعة" (ديوان أحضان السنين ص 74) ، "هارمونى" (ديوان وشوشة البحر ص 61) .
جـ ـ رؤية وطن :
تتضافر رؤية الشاعرة للوطن الكبير مصر مع ماتحتله من نفسها صورة القاهرة والمصرى والنيسل والشباب وتوشكطى والفتاة المصرية والسلام واكتوبر ومبارك وزويل ... فقد رصدت ذلك كله فى شعرها بما يسجل حضوراً دائماً ودائباً فى بوتقة الوطن ، تعشقه ،تغنى له ، تسمو به ، تدفع عنه ، وتدافع فيه ، تقول (ديوان مصر جنة ص 59 ) :
مصرية أنا
الفن فى بلادى جمال
والصمود والصبر
فوق الاحتمال
وبعد أن تعرف نفسها بهذه السطور التى تدخل بها لقصيدة من أروع قصائدها ، ترسم لنا صورة شباب النيل حين تلقى على أسماعهم تحية الصباح (ديوان مصر جنة ص 10) :
صباح الخير
على شبابنا عيون النيل
صباح الخير على عصفور
فى ساعة صبح بيشقشق
ينادى الخير
ثم تناجى القاهرة عاصمة مصر التى تعشقها وتذوب فى ثراها حباً واحتراماً قائلة (ديوان وشوشة البحر ص 26) :
ضمى شوقى بين إيديكى
قلبى بينادى عليكى
دى المآذن والكنايس والأماكن
فيها لسه حلمى ساكن
وتطل على مفردات هذا الوطن ، قائده وإنجازاته وبطولاته فى قصائدها : "عيون صبية" (ديوان تنهيدة صبية ص 75) ،"على صدر الوطن" (ديوان مصر جنة ص 7 ) ، "على لسان فتاة" (ديوان مصر جنة ص 15) ، "يا اكتوبر" (ديوان مصر جنة ص 61) ،  "كل عام وانت مبارك" (ديوان مصر جنة بتبتسم ص 87) ، "مصر جنة بتبتسم" (ديوان مصر جنة ص 90) ، "يا دكتور زويل" (ديوان يا فرح صاحبنى ص 37) ، "ياهرم" (ديوان فرح صاحبنى ص47) ، "يا نيل" (ديوان أنيس قلبى 89) ، "عشقتك يا نيل" (ديوان أحضان السنين ص 24) ، "يا نيل جميل" (ديوان أحضان السنين ص34) ، "أغنية السلام" (ديوان مصر جنة ص 24) .
د ـ رؤية الخير :
ترسم الشاعرة بإبداعها صورة متكاملة للخير والحث عليه والدفع إليه وكأنها تخرج إلى القارىء ـ الذى يمثل همها الأول ـ بمجموعة من الخيوط التى يستطيع أن ينسج من خلالها لباساً يوارى سوآته ويميط عثراته ... وتلك مهمة مأخوذة فى الاعتبار عند تفنيد الإبداع وتشخيص غاياته .. تقول فى قصيدتها "ياروح ما بعدك روح" (ديوان لحن الحنين ص 41) :
اقفل شباك الحقد
وافتح شباك الود
واوعى الصراع يشتد
خلى صفا النية
تبقى مدوية
قلبك على قلبى
خليك هنا جنبى
نمشى ف طريق واحد
ثم هى ترسم طريقاً للتعاون بين بنى البشر قائماً على التواضع ونبذ الشر ، تقول (ديوان أنيس قلبى ص 53) :
إيدك ويا إيديا القوة
إيد واحدة ... لاحول ولاقوة
اوعى غرورك يركب راسك
عقلك
راح يبقى فى مداسك
وتبدو روح التفاؤل الخصبة فى ربوع الحياة بين البنت والولد والزهور فى قصيدتها الرائعة التى يحمل عنوانها هؤلاء الثلاثة ، حيث تقول (ديوان أحضان السنين ص 58) :
كل الإيدين متشبكة
بتدفى حضن بعضنا
وعيون وديعة بتبتسم
ألوان زهور
بنت وولد
لون التفاؤل ضمهم
وبيجروا ويا ضلهم
بغناوى حلوة .. ولعبهم
كله حكايات
صوت الربيع
جلجل ما بين سحر وخيال
بنت وولد
وهى ماضية أيضاً فى تغليف رؤيتها للخير بروح التفاؤل والرضا فى قصائدها :
زيح غبارك (ديوان مصر جنة بتبتسم ص 20) ، العمر وراقة (ديوان يا فرح صاحبنى ص 27) ، وغيرها ...
هـ رؤية الطبيعة :
تشكلالطبيعة فى إبداع الشاعرة صفو الملمح وخلو الذهن واتزان المزاج ، فهى كثيراً ماتخلص لها جملاً وعبارات فى قصائد قد تدور فى غير موضوع الطبيعة وغالباً ما تخلص لها قصائد كاملة تحس وأنت تقرأها أنك أمام لوحة مررت بها كثيراً وجبتها بناظريك فى غير موضع ... تقول فى قصيدتها "شجر الورق" (ديوان يا فرح صاحبنى ص 42) :
شمس الحب
بتستحمى فى المدى
على رقص الموج
على حافة ضوء الحلم
يا فرس الإحساس الهايم
يا عصفور الحرية الطاير
بين سماوات القلب
يا شجر الشوق الساكن
فى عيون الصبح
وهى تعشق مصافحة مكونات الطبيعة ومحاكاتها ... وربما نرى فى قولها :
الله على لوحة غروب
فى السما
عاشقة أنا
بين الخيوط أسطورة بتحاكى الجمال
بريق غزير
بشريط حرير
وهى تجعل أيضاً من أشجار الحدائق أنغاماً حين يطربنا بنغماته فى قصيدتها "غنى الشجر" تقول (ديوان أحضان السنين 26) :
فيروز بتفرد لحنها
فى الأوردة
سحر ارتجف بين الضلوع
غنى الشجر
عزف الطيور
هدت البحور م العاصفة
يا روعة الخير فى القلوب
يا سمفونية عاطفة
وكذا ما نلمحه من مناجاتها لعناصر الطبيعة فى قصيدتها "عصفور وعصفورة" ، "حضن الطبيعة" (ديوان مصر جنة ص 35).
و ـ رؤية الواقع :
على الرغم من هذه الروح الناغمة التى تسود إبداع الشاعرة فترتع فى رحاب الطبيعة والحرية والفن والخير والجمال ، إلا أنها لم تغب عن تصوير الواقع المعاصر وتتعايش مع دقاته ودفقاته فتسجل صورة العامل فوق سقاللته ، وصورة المدرسة بما تحويه من أطفال صغار وما ترنو إليه من رفعة وتقدم وصورة الأوزون وما جره ثقبه من مآس على العالم عشنا صداها مع نهايات القرن الماضى بل وصورة ذلك الشبح الذى يهدد خيام الجهل فى كل مكان ، تقول فى الكمبيوتر (ديوان وشوشة البحر ص 21) :
عرفتك حرف ويايا يعلمنى
يفلسفنى يمنطقنى يفهمنى
يمد حياة فى شريانى
يا حاسب آلى يا كيانى
بترفعنى على شموخك
كما النجمة كما الحكمة
أحس بشوق بيتجدد
ويوعدنى ما يتجمد
ومهما مشاغلى أخدتنى وبعدتنى
حنين للقاك يرجعنى
وتقول عن الأوزون فى قصيدتها التى عنوانها بهذا الاسم (ديوان مشاعر ص 30) :
بقت الخريطة خطوط صراع
حتى لون الدم فاح
وبعد تشخيص المرض
قرحة فى الكون الكبير
اسمها غاز الأوزون
وهى تعايش هذا الواقع أيضاً فى قصيدتها "من على السقالة" (ديوان تنهيدة صبية ص 87) ، "المدرسة" (ديوان تنهيدة صبية ص 90) .
ز ـ رؤية الحرية :
تمثل الحرية لدى الشاعرة المرفأ الذى تأمل فى الإمساك به لتتخفى من هموم الحياة وتبدو أمام نفسها أكثر انطلاقاً وأكثر رحابة ... تقول (ديوان لحن الحنين ص 32) :
ما تحطنيش بين قوسين
وتقنعنى إنك حارس
تسلبنى حريتى
واصدق إنك فارس
عدى زمان ضحكتك
صوت عقلى فوق قلبى
مش خاضعة أنا
لكدبتك
ولرأيك الجبرى
والحرية تمثل عندها أغلى الأمنيات التى لا تتورع أن تصرخ لطلبها فى قصيدتها ""صرخة" قائلة (ديوان يا فرح صاحبنى ص 50) :
إحساسى بره الشرنقة
إحساس خطر
عايزه أكون
نجمة وليا أجنحة
يمامة طايرة فى الخلا
برا القيود
خارج حدود الاعتقال
وهى تصور ملامح الاستمتاع بتلك الحرية فى قصيدتها "بين السحاب" حيث تقول (ديوان مشاعر ص 16) :
شديت لجام المستحيل
ونويت أكون
وكأنى طير بجناح طليق
يفتح فى سور الكون طريق
حلمى الغريق
حيكون عصايتى وسكتى
وأكون
كما اتمنيت أكون
وتتوهج ملامح هذه الحرية أيضاً فى قصيدتها "شمس" (ديوان وشوشة البحر ص 113) ، "حبيبتى الحرية" (ديوان وشوشة البحر ص93) .
ح ـ رؤية الإيمان :
يضم إبداع الشاعرة أيضاً فصائد محمولة فوق بساط نفس سوية مطمئنة مؤمنة تعرف كيف تأوى إلى حظيرة الإيمان حين تداهمنا داءات البشر ، وقد صورت ذلك فى قصائدها : "خشوع" (ديوان تنهيدة صبية ص 19) ، "ندم" (ديوان مشاعر ص 60) ، "الله" (ديوان لحن الحنين 64) ، "تضمنى الآيات" (ديوان مصر جنة ص 22) ، "رمضان" (ديوان أحضان السنين ص 11) .. وهى تبتعد فى قصائدها هذه عن روح السرد الممل الذى يعد علامة بارزة فى القصيد الدينى ، وتحرص دائماً على تصوير حالة إيمانية صادقة بأخصر الطرق ... تقول فى قصيدتها "كلام الله" (ديوان أنين قلبى ص 45) :
ما أحلاه
كلام الله
فى ساعة الضيقة
والخنقة
قدير فى علاه
يهدى القلب م الحرقة
ويجمع حب م الفرقة
وينقذ روح من الغرقة
قدير بصفاه
جليل فى علاه
يفك الكرب
يداوى النفس م الحمقة
كلام الله
ط ـ رؤية الرحم والصاداقة :
وبالرغم مما يشغل الشاعرة من عظائم الأمور فيما يحيط بها وتحيط به إلا أنها لم تغب عن رحمها وصداقتها فهى تكتب للأم والجدة والخال والإبنة والإبن والصديقة والروح وإبنة الخالة فى مجموعة من القصائد التى تعد بمثابة فرائد دواوينها لما احتوته من صدق الشعور ونبل الإحساس وفيض العطاء فهى تناجى الأم فى قصيدتين الأولى "أمينة" (ديوان تنهيدة صبية ص 31) ، والثانية "أمى يا دمى" تقول فيها (ديوان مشاعر ص 97) :
بيجذبنى ليكى حنانك وروحك
وتصميم إرادتك لتحقيق طموحك
وصبرك وقلبك ملامحك وشكلك
خصوصية فيكى
با حس بدموعك تطمن دموعى
ودعوة صلاتك تقيد لى شموعى
وتكتب للأب فى قصيدة موجزة من ديوانها "مشاعر" قائلة :
على وشك صبح عمره ما سافر
صابح دفيان كله مشاعر
قلبك طيب بالخير عمران
صافى قريب جنب الحيران
لما تقرب ... يشرق نورك
يملانا حياة ..
وتكتب للخال فى قصيدتها "أنيس" من ديوانها (تنهيدة صبية) قائلة :
عيونك شمس سحرانى
ونيل يسرى فى وجدانى
سنابل فرح وحشانى
ومن أحزانى سرقانى
عيونك صدق ألحانى
وتعبيرى وألوانى
وجوه أمانها وخدانى
وحفظانى وكنانى
وتكتب للجدة أيضاً فى قصيدتها "يا جدتى" من ديوانها (وشوشة البحر) قائلة :
قلبك شموع ما تنطفى
حضنك هنا
بتجمعينا كلنا
وتعلمينا بلم شملك نرتوى
إنتى الحكيمة المؤمنة
متمكنة
لما تقولى وتوعدى
ومصاحبة لشهور السنة
بابه وبؤنة وتوت وطوبة
وحافظة كل الأزمنة
وتكتب أيضاً للزوج فى قصيدة أهدنها إلى الأسرة كلها عنونت لها "باسم الله" وكأنها من عظيم حرصها على أسرتها التى تعشقها تلوذ بهذا العنوان من أن تتوجه إليهم عين حاسد ، تقول (ديوان مشاعر ص 95) :
وكان نفسى
ف عطية زمنى ونصيبى
وستر النية والصحة
وباسم الله
بتتحقق لى أحلامى
وانا شاكرة لفضل الله
وتكتب لابنتها الكبرى "أمنية" مخاطبة إياها بقولها (ديوان يا فرح صاحبنى ص 67) :
يا نسمة فى عيون الزمن
أنا بالمح رقتك
حنيتك
يتشكلوا فوق الكلام
ساعتها يضحك لى القمر
عصفور وبيشد المطر
لم تتوجه إلى ابنتها بأعذب ما توصى به أم ابنتها فى قصيدة بعنوان "وصية" تقول (ديوان أنيس قلبى ص 58) :
ما تحرقسش دمك
خلى حنان قلبك
يحكم مابين عقلك
فوقى لأفكارك
توزن فى أحوالك
تعدل مابين نفسك
بس افردى صوتك
والجرأة فى أمورك
قومى اصلبى عودك
وأكيد حاتسترجعى
القوة من تانى
وتكتب لابنها "محمد" الذى تخاطبه فى عنوان قصيدته بـ (نور الحياة) ، تقول (ديوان يافرح صاحبنى ص 68) :
ويندهنى إبنى
تدب الحياة فى كيانى وعروقى
أشبك بسرعة شبابى ف شروقى
دفايا حنانى بيسكن ضلوعى
وأنسى ظنونى
وأجرى عليه
أحس بروحى تتوج حبيبى
وتبدر حنينى وآمالى عليه
محمد يا روحى ... يا نور الحياة
وتكتب له قصيدة أخرى بعنوان "حمادة عمرى الجميل" (ديوان لحن الحنين ص 86) وهى تجمع بين زهرتيها "محمد وأمننية" فى قصيدتين أخريين الأولى بعنوان "أمنية ومحمد" (ديوان تنهيدة صبية ص 67) والثانية بعنوان "حبايبى" (ديوان تنهبدة صبية ص 103) .
        كما تكتب للصديقة السيدة / إيمان وردة قصيدة بعنوان "وردة" (ديوان مشاعر ص 92) ، وتكتب لابنة خالتها "هيام " قصيدة عنوانها هو اسمها (ديوان مشاعر ص 92) ، وتطل فيهما على القارىء بروح صافية حنونة .
ى ـ رؤية الحب :
تتشكل رؤية الحب والعشق لدى الشاعرة تشكلاً يتناغم مع مكونات النفس الواعية المدركة لحقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة أو ما ينبغى أن تكون عليه هذه العلاقة ، وهى رؤية تتبدى من خلالها صورة الأنثى الفاعلة فى علاقتها بالرجل لقضايا قد تكون عامة فى معظمها بما تحمله من سمات التحدى والكبرياء والعناد الذى يختلط فى كثير من الأحيان بدفء العاطفة وحرارة اللقاء .
وقد نظمت الشاعرة ضمن هذه الرؤية أكثر من خمسين قصيدة تستوعب ـ إلى حد كبير ـ تلك العلاقة الأزلية الأبدية بين عنصرى البشر ؛ الرجل والمرأة .
تتبدى نظرة الدفء فى قصيدتها "دفا" حين تقول (ديوان عرايس الشعر ص 64) :
خبى حزنك جوا منى
امحى سنك وامحى سنى
تبقى منى
نفسى أنزع كل همك
وازرع الفرحة ف ألامك
وانتشل
من بين عيونك كل أنثى
وكذا فى قصيدتها "نجم القلب" حين تقول (ديوان تنهيدة صبية ص 15) :
ما تعودتش إنك تنسى
تبعد تعند تزعل تقسى
ما اتعودتش أبقى لوحدى
اتعودت الود الصافى
ثم سرعان ما يختلط دفء اللقاء ببرودة الهجر ، فتتحول روح الصفاء جفاء ويتبدل التودد تمرداً حين تصرخ فى وجه المحبوب فى قصيدتها "صاحبة قرارى" قائلة (ديوان يا فرح صاحبنى ص 19) :
باعتذرلك يا ملك
عن امتلاكى بسطوتك
أنا شمس فى عيون الصباح
صاحبة قرارى ... ومؤمنة
إن انتصارى بيا انا
وفى قصيدتها "بحق غرورك" تقول (ديوان أنيس قلبى ص 31) :
فيه عندك إيه يرضينى
أو عندك إيه يكفينى
حكاياتك اليومية
ما عادت أبداً تروينى
يا فارش لى نهارى بشوكك
قلبى الطيب يحمينى
وتمتزج لديها تلك الرؤى ، الدفء والعصف ، الحنين والأنين ، الوداد والعناد ، العناق والفراق ، التعدى والتروى ، التحدى والتلاقى ... فى قصائدها :
"خيوط" (ديوان عرايس الشعر ص 71) ، "شفايف أمل" (ديوان عرايس الشعر ص 77) ، "شروق" (ديوان تنهيدة صبية ص 8) ، "استجواب" (ديوان تنهيدة صبية ص 35) ، "سامحنى" (ديوان تنهيدة صبية ص 39) ، "أول تصريح" (ديوان تنهيدة صبية ص 60) ، "تتكسر اللحظة" (ديوان تنهيدة صبية ص 64) ، "جسر" (ديوان تنهيدة صبية ص 83 ) ، "حلو الكلام منك" (ديوان تنهيدة صبية ص 94) ، "شاطىء" (ديوان مشاعر ص 13) ، "نبضة" (ديوان مشاعر ص 17 ) ، "ترحال" (ديوان مشاعر ص 26) ، "موقف" (ديوان مشاعر ص 64) ، "لو القدر" (ديوان مشاعر ص 76) ، "يا سيد الناس" (ديوان مشاعر ص 84) ، "مشاعر" (ديوان مشاعر ص 86) ، "ملامح فجر" (ديوان وشوشة البحر ص 17) ، "وحشتنى" (ديوان وشوشة البحر ص 24) ، "عود لأرضى" (ديوان وشوشة البحر ص 71) ، "غير حالى" (ديوان وشوشة البحر ص 75)  ، "غير حالى" (ديوان وشوشة البحر ص 31) ، "أكون أو لا أكون" (ديوان لحن الحنين ص 11) ، "لحن الحنين" (ديوان لحن الحنين ص 21) ، "مسكونة عذوبة" (ديوان لحن الحنين ص 21) ، "إلى حبيبى" (ديوان مصر جنة ص 49) ، "ما أقبلش" (ديوان مصر جنة ص 74) ، "كرامتى" (ديوان مصر جنة ص 83) ، "أغنية عشق" (ديوان يا فرح صاحبنى ص 11) ، "محنة العاصفة" (ديوان يا فرح صاحبنى ص 75) ، "مغامرة" (ديوان أنيس قلبى ص13) .
ك ـ رؤية الذبول :
ترصد الشاعرة كذلك رؤية خاصة للذبول والضمور ضمن تأملاتها فترصدها فى ثلاث قصائد أولاها قصيدة "ورق الخريف" (ديوان عرايس الشعر ص 69) ... وثانيتها قصيدة "لحظة سفر" (ديوان تنهيدة صبية ص 72) والثالثة قصيدة "مارد" التى تقول فيها (ديوان تنهيدة صبية ص 79) :
واتدبلت كل الغصون
كل الأماكن فى الزمن
كواليس لحلم بينطفى
أحلام تموت
والمر كان حاطط إيديه فوق النخيل
علامات تعجب فى النفوس
حتى الفضا فى دايرته
الروح بتجرى وترتمى
من فوق
على كورنيش أمل
لكنها
ورقة رقيقة بتنتنى
حيرانه تلسعها الرياح
ويروح صباح
ويعود صباح
والصبر مارد والحياة
ما بينتهيش منها التعب
ل ـ رؤية الوفاء :
تطوق الشاعرة إبداعها بئلائ فرائد تبث من خلالها روح الوفاء لمن تحمل لهم جميلاً صادف منها رضا خلال ما مضى من حياتها ... وتلك القصائد الثلاث هى قصيدة "إلى أستاذى العزيز" التى أهدتها إلى الشاعر الكبير / محمد مكيوى (ديوان عراسش ص 66) ، وقصيدة "قلبك كبير" التى عنونت لها بقولها "إلى أخى الصغير صاحب القلب الكبير" (ديوان أحضان السنين ص 32) ، وقصيدة "زمانك الطيب يا جدى" التى تقول فيها (ديوان أحضان السنين ص 20) :
يا جدى إرجع لى
بعدك بيوجعنى
أنا ضهرى من عودك
كترت سنين موتك
عمرى اشتهى حكمتك
ودوايا من قولك
محفور فى أيامى
سامعاك بوجدانى
إمتى اللى فات يرجع
يا جدى من تانى
يا وجه زى البدر
لسه كلامك فجر
يا جدى قوم واصحى
إدينا من روحك
رجع أناشيدك
قومنا بطموحك
إحنا عناقيدك
إفرد لنا إيدك
لملمنا بعصايتك
بالعقل والحكمة
وإيمانك الواعى
وهى قصيدة طويلة ترصد الشاعرة من خلالها مقارنة بين ما كان فى زمن الجد وما آل إليه حال الأحفاد وتستدر من الجد نصائح للخلاص طالما أسداها إليها ... وهى قصيدة ربما تحمل من الرمز ما يجعلنا نتجاوز حدوداً ضيقة يمكن أن تدور فيها القصيدة .
م ـ رؤية البحر والمواطن :
طبيعى ألا يخلو إبداع الشاعرة من صوت البحر ورباط الموطن فهى سكندرية نما إبداعها فوق تراب الثغر فداعبت ثراه ، وتأملت ثرياه ، ونظمت فى بحره وشطآنه قصائد كثيرة ... فكتبت للبحر توشوشه فى قصيدتها "وشوشة البحر" (ديوان وشوشة البحر ص 84) ، وكتبت له تعشقه وتذوب فى مياهه تودداً فى قصيدتها "يا بحر عشقاك" (ديوان مصر جنة بتبتسم ص 71) ، وكتبت له وقد قرنت وجوده بوجودها حين جعلته فريساً واتخذته صاحباً وصديقاً فى قصيدتها "يا بحر يا صاحبى" التى تقول فيها (ديوان وشوشة البحر ص 122) :
يا بحر يا صاحبى
ضهرى بقى محنى
من كتر أمواجك
يا بحر صدرى فاض
توب القلق فضفاض
وانا قلبى كان فياض
جاه الطوفان شده
ضرب الزمان خده
صح الفرح ضده
شد الشروق فيا
خدنى العزوب عنده
طاف الوجع بيا
زلزال لياليا
ولما جانى البكا
ما لقيتش غير صاحبى
أشكى له ما بيا
وهى كما تبدو عاشقة للبحر ، ذائبة فى أمواجه سابحة فى زبده ، فهى أيضاً عاشقة للثغر وطرقه وشعابه وشعبه وهوائه ورياحه ، حيث كتبت له تغازله بقصائدها "رقص على سلم العمر" (ديوان تنهيدة صبية ص 56) ، "اسكندرية" (ديوان لحن الحنين ص 16) ، "اسكندريتى" (ديوان مصر جنة ص 9) ، "اسكندرية هى قمرك" (ديوان يا فرح صاحبنى ص 59) ، "اسكندرية صبية" (ديوان أنيس قلبى ص 41) ، وأيضاً "اسكندرية الموال" التى تقول فيها (ديوان أحضان السنين ص 56) :
عرانى السطر
بحترنى حروف
لملمنى جمل
كشف المستور
الموج الفارش فى المية
بيقول لى بحرقة
فضفضى على رمش العين يا دموع
دا البحر صديق
بيدارى هموم
مسكوك صندوقى
على سر القمرة
وقميصى اتبل
من طرطشة الموج يسألنى
ن ـ رؤية الحسد :
تنظم الشاعرة قصيدتها التى عنونت بها ديوانها "تنهيدة صبية" فى محاولة لدفع ما قد يصيب الإنسان من الحسد بوصفه آفة من آفات السلوك البشرى ينبغى التحصن له ، تقول (ديوان تنهيدة صبية ص 51) :
أرجوك يا ضى الكون
إرقينى بالبسملة
إملانى حنية
لفلفنى بعبايتك
ودارينى م الحية
حرفك سهام اللوم
والضحكة صوت موهوم
حزنان ومتخاصم
أرجوك يا ضى الكون
حصنى من عينهم
حتى وانا بينهم
خلينى فى حمايتك
إرقينى بالبسملة ... إملانى حنية
س ـ رؤية الفن :
ترصد الشعرة أيضاً رؤيتها للفن وتقديرها له واعتزازها به من خلال قصائدها "بيكاسو" (ديوان وشوشة البحر ص 38) ، "عازف" (ديوان وشوشة البحرص 77) ، "بين دفاك" (ديوان مصر جنة بتبتسم ص 26) ، "المايسترو" (ديوان مصر جنة ص 63) ، "الناى" (ديوان يا فرح صاحبنى ص 76) ، "يا شاعر" (ديوان أنيس قلبى ص 46) ، "إلى الموسيقار الخالد" (ديوان أحضان السنين ص 62) ، وتلك الأخيرة من أروع ما كتب عن الفنان السكندرى "سيد درويش" تقول فيها :
الخطاوى اسكندرانى
فيها أنشودة صباح
فيها أحلام النجوم
النغم فى الموج يدوب
عود وبيهز القلوب
آه يا عود
افتح الشبابيك وعود
املا ريشتك
من عيون البحر واعزف
ده انت عايش فى القلوب
نادى حى على الصلاة
نادى فى صدورنا الوفاء
نادى على نور الحياة
يا وتر حساس بخوف
تانى لملم جرحنا
بس باقى ف سمعنا
ضمنا ف حضن الأمل
يا اسكندرانى ف ندهتك
رجع خطاوى سكتك
خلى الأصالة تعود لنا
ع ـ رؤية الألم :
وللألم فى إبداع الشاعرة مكان ومكانة فهو يتناغم مع خيوط الرؤى مسجلاً مرارة الشاعرة ، راصداً توجساتها ، محدداً أناتها فهى تصرخ مخاطبة آلامها مستجدية الفرح بأن يصاحبها فى قصيدتها "يا فرح صاحبنى" ، تقول (ديوان يافرح صاحبنى ص 13) :
يافرح صاحبنى
دا الحزن ساحبنى
واخدنى للآهة
وف حضنها سابنى
وتستفهم عن مرارة الألم ممثلاً فيما يلم بها من الملل فى قصيدتها "هل ممكن يا ملل" تقول (ديوان أحضان السنين ص 51) :
دايماً ينادينى التعب
أنا عاشقة لحظات التعب
نفسى أعيش ويا الخلا
نفسى أعيش من غير زواق
وتقرر ملازمة الألم لها وحبه إياها وحرصه على الإلمام بها فى قصيدتها "بيشتهينى الوجع" تقول (ديوان يا فرح صاحبنى ص 79) :
بيشتهينى الوجع
هيمان فى أحضانى
رافض هواه الدلع
رفرف فى وجدانى
عاشق بيهمس لى
حابب ينافسنى
ويفور ما بين قلبى
يصرخ مابين ضلعى
غنى غناه سمعى
ثم تعود للاستفهام متسائلة عن تخييم الألم على عِب السنوات فى قصيدتها "لإمتى" تقول (ديوان أنيس قلبى ص 8) :
ولإمتى حنطوف
بصوانى القلق المتخفى
ف عب السنوات
وآهات العمر
أبراج الإحساس
بالظلم جدايل
فى طريق الحزن الشاهق
ثم تتوجه  أخيراً للأحزان بالشكر سخرية ممزوجة بالأمل الضائع فى قصيدتها "شكراً للأحزان" ، تقول (ديوان أحضان السنين ص 79) :
إسحبى منى سلاحك مرة
خدى تأثيرك
واما اشتاق لك
أنا راح أجيلك
شكراً ... شكراً
وهى ترصد كذلك نبرات الألم فى قصائدها "يا حنين قوى" (ديوان مصر جنة ص 51)، "الوجد الساجد"(ديوان يافرح صاحبنى ص 7)، "تكشيرتى"(ديوان أنيس قلبى ص 27)، "فتافيت الحلم"(ديوان أحضان السنين ص 76)